شاهد تقيمنا قبل كل شي
شاهد المتابعين لنا
نعمة تبي شكر فقط
اللهم زد وبارك لنا ولكم في الخيرات والرزق
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
عباد الله: لقد أمر ربنا بإيفاء الحقوق وإيصالها إلى أصحابها، وتكميلها وإتمامها، وحذرنا من بخسها ونقصها، وغمط أهلها، وهذا من أُسس دعوات الأنبياء، وقد قال شعيب لقومه: وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ سورة الأعراف:85 بعد أن أمرهم بالتوحيد، ونهاهم عن الشرك فقال: يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُسورة الأعراف:85، وأنذرهم بإرساله إليهم فقال: قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْسورة الأعراف:85، وأمرهم بإكمال الحق فقال: فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَسورة الأعراف:85، ونهاهم عن النقص فقال: وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ سورة الأعراف:85.
وهكذا فإن قضية إعطاء الحقوق، وتكميلها؛ هي من أسس دعوات الأنبياء، وقد جاءت في القرآن بأسلوب النهي عن الإنقاص فقال تعالى: وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍسورة هود:84،وجاءت بأسلوب الأمر بالتوفية والإتمام فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ سورة الأعراف:85 وفي آية أخرى: أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِسورة هود:85، وهذا لتمكُّن جريمة التطفيف في مجتمعهم.
حقيقة البخس وصوره
والبخس هو الإنقاص على سبيل الظلم والتعييب، أو التزهيد، أو المخادعة عن القيمة، أو الاحتيال في التزيُّد في الكيل والنقصان منه.
وقوله تعالى: وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ سورة الأعراف:85 تشمل الأشياء المادية والمعنوية وليست مقصورة على البيع والشراء فقط، بل تدخل فيها الأعمال والتصرفات، وكذلك تقييم مجهودات الناس، ومعرفة منازلهم، وإنزالهم إياها.
والبخس يشمل النقص والعيب في كل شيء، فهو يشمل بخس الحق، وبخس المال، وبخس العلم، وبخس الفضل، ويشمل أيضاً المساومة والغش والحيَل التي تُنتقص بها الحقوق، ومنه بخس الحقوق المعنوية كالعلوم والفضائل.
وصور بخس الحقوق في زماننا كثيرة، وهي من أسباب المحق، وزوال البركة.
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
خلق الله سبحانه وتعالى الناس كى يصنعوا مجتمعا يعمل وينتج، هذا المجتمع أساسه المعاملات بين الجميع، ولذا وجدت المصالح التى تربط الناس ببعضهم، وفى البدء كانت المجاورة فى السكن ثم حدث تبادل للسلع قبل أن يظهر البيع والشراء، ومعه ظهرت سلوكيات طيبة وأخرى رديئة فعرف الناس العدل وعرفوا الغش أيضًا.
وللأسف البخس بكل معانيه موجود، ويحدث فى أقل المعاملات وفى أكبرها، فعندما تذهب لشراء شىء ما، فإنك عادة كما يقولون فى العامية "تحاول أن تخسف بها الأرض" فتقلل منها وتحاول إثبات أنها خاسرة وأنها لا تساوى شيئا، وذلك من أجل خفض سعرها والتقليل من ثمنها، وإن تم ذلك شعرت فى داخلك بانتصار كأنك أتيت فعلا حسنا، ولا تعرف بأنك خنت نفسك تماما.
ومعنى "وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ" أى لا تنقصوا الناس شيئًا من حقوقهم، والنقصان فى سياق الآية مرتبط بالميزان والكيل والبيع والشراء، ولكن يمكن تعميم المعنى الكريم فنفهم من ذلك أنه دعوة لعدم التقليل من الإنسان نفسه، من قيمته وشخصه، حيث يحلو للبعض أن يهاجم الآخرين وأن يسلبهم حقوقهم المادية والمعنوية، خاصة إذا كان فى وضع أفضل، فيذهب به غرور الدنيا مذهبًا صعبًا، فيأكل حق أخيه ولو منحه جزءا منه يظن فى نفسه أنه متفضل