‎رواية يوتوبيا
‎ للكاتب المصري أحمد خالد توفيق
دار الشروق
181 صفحة
الآن فقط أفهم لما عزلنا أنفسنا في « يوتوبيا»... لم يعد في هذا العالم إلا الفقر وإلا الوجوه الشاحبة التي تطل منها عيون جاحظة جوعى متوحشة... منذ ثلاثين عامًا كان هؤلاء ينالون بعض الحقوق، أما اليوم فهم منسيون تمامًا. هؤلاء القوم يتظاهرون بأنهم أحياء... يتظاهرون بأنهم يأكلون ويتظاهرون بأنهم يشربون
وبالطبع يتظاهرون بأنهم ثملوا وأنهم نسوا مشاكلهم..
يتظاهرون بأن لهم الحق في الخطيئة والزلل... يتظاهرون بأنهم بشر....». «قصة توفيق قاتمة ومقنعة تمامًا، وشخصياته بلا أدنى أمل». لا يدهشك أن تدرك أن المؤلف أستاذ في الطب ( فالتفاصيل التشريحية مفزعة )، وهو كذلك كاتب الرعب الأعلى مبيعًا في العالم العربي، هذه القصة تحفة مصغرة
‎مؤلمة وموجعة...
‎أشعر بحزن وضيق من بعض أحداثها ...
‎لكنه قريب من الواقع السوداوي
‎وربما هناك ما هو أفظع
‎لكننا لا نعلمه
تمنيت لو كانت النهاية مختلفة
الرواية من الأدب الديستوبي (المدينة الفاسدة) فيها يصف لنا الكاتب توقعاته لما سيحدث في مصر عام 2023
تنقرض الطبقة الوسطى تماماً و يتحول المجتمع إلى فقراء و اغنياء فقط
ينعزل الأغنياء في مستعمرة في الساحل الشمالي (يوتوبيا) تحرسهم قوات المارينز الأمريكية
الفقراء اسمهم (الأغيار) يعيشون في حالة سيئة للغاية
يصبح (صيد الأغيار) هي الهواية المفضلة لأبناء الأغنياء فيحاول فتي من الأغنياء التسلل لأحيائهم ليصطاد واحداً من الأغيار و يعود الي يوتوبيا وتبدأ الأحداث المؤلمة
‎تنقلنا الرواية إلى مصر في عام 2023، حيث
‎المجتمع منقسم إلى طبقتين متباينتين: طبقة تنعم بالثراء الفاحش والعيش في يوتوبيا – مدينة مسورة يحرسها جنود المارينز وتقع في الساحل الشمالي والأخرى تغرق في الفقر الشديد، حيث تقبع في عشوائيات وتصارع من أجل البقاء.
‎تسلط الرواية الضوء على تباينات اجتماعية حادة وتطرح أسئلة مهمة حول العدالة، الأخلاق، ومستقبل الإنسانية في مواجهة الجشع واللامبالاة، تعد يوتوبيا تحذير لاذع ونظرة مستقبلية قاتمة لما قد يؤول إليه العالم إذا استمر الوضع الراهن دون تغيير.